مـــــــقـــــهــــى الــــــڪــــــــتـــــــب مـــــــقـــــهــــى الــــــڪــــــــتـــــــب
.

مــــقـــهــى الــڪــــتـــب :أهــلاً وســهــلاً بــكم في مــدونــتــي أتـمـنـى أن تـنال أعـجابـكـم

.
جاري التحميل ...

سردهہ


سأجمعُ البلادَ كُلها ، وأضعها في حقيبةِ سفري ، هل رأيتِ من قبل بلاداً محشورةً في حقيبة ؟!
ربما أسرقُ من الطرقاتِ ، شارعاً أحببناهُ لا أدري كيف أدفنهُ في الحقيبةِ ، فأنا لم أسرق طرقاتاً من قبل ، ربما تُصبحُ بهِ حقيبةُ سفري طويلةً مملوءةً بالمارة اللذين يكونونَ أصدقائي هناك ، وأنا أُزحامُ الشمسَ على سماءها
ربما أسرقُ كلماتنا التي ثرثرنا بها لفتراتٍ طوالٍ ، من كل مكانٍ كنا بهِ ، من رائحةِ المطرِ ، من شتائمِ السياراتِ المسرعةِ ، من تساقطِ خريفِ الشجرِ ، من سماعاتِ الأذن ونحن نتشاركها ، كيف لي أن أقوم بجمعِ كل ذلكَ ووضعهِ بحقيبةٍ ؟! أخافُ الأنذرات ، الصافراتُ تقولُ هناك حمولةٌ زائدةٌ ، كيف لا ، كيف لا يكون أي شيءٍ مفعمٌ بالحبِ ، ثقيل.
سأسرقُ من المتاجرِ بعضاً من الحلوى التي تُحبينها وأضعها في ركنٍ خاصٍ داخل الحقيبةِ ، لكن أخافُ أن يجتمعَ هناكَ أولادُ حيينا كما هي العادة ، تخيلي أصواتَ الأطفال مبتهجينَ بالحلوى ، أسمعهم داخل حقيبتي.
سأقتصُ خُصيلاتٍ من شعركِ ، أجدُلها ، أصنعُ منها طوقاً يُدمي معصمي ، لطالما أحبتتُ شعركِ الطويل ، هل لكِ أن تعي معنى أن تُعانقَ تلك الخصيلاتُ ، معصماً !؟
هذا يعني وضعَ ذاكرةً بالقرب من يدي ، في كل مرةٍ يلامسُ شعركِ معصمي ، سأشعرُ بالنسماتِ العليلةِ في صيفنا الجميل العالم الماضي ، حين كان شعركِ يتطايرُ عليّ تراقصهُ الرياح ، وأكون جمهورهُ ، أصفق لهُ ، يالا الجمال
كيف لي أن أضمَ صوتكِ لما أجمعُ؟! كيف يُضعُ الصوتُ في الحقيبة ؟! لم يسبق لي فعلُ هذا من قبل
ربما أقومُ خلسةً بتسجيلاتٍ كثيرةٍ لكِ في كل مرةٍ ألتقيكِ بها
أحبُ ضحكتكِ ، نبرتكِ المُحذرة ، رعشتُ الخوفِ أحياناً ، لكني سألقى صعوبةً في ترويضِ نبرة الرجاءِ ، الفقد التي كنتِ تخبرينني عنهُ دائماً ، أعتذرُ جداً يا فتاتي
بسذاجةٍ ، بمزاجيةٌ ، بقبحٍ ، بألمٍ ، بلعنةٍ ، بالتوليب البنفسجي ، بعبّادة الشمسِ الصفراء ، بالتوتر ، بالخيبة
بالشتاء ، بالوعود الكثيرة ، بالتردد ، بالخوف ، بالأنتظار
بكأسنا المُرصع باللازورد ، بالمطاراتِ ، بالمحطاتِ
بكرهِ الطائراتِ لبلادنا ، لقصصاها في أن تكون هكذا
بكرهِ الطائراتِ للمسافرينَ ، اللذين يتركونَ وراءهم الكثير
بكره الطائراتِ لرحلاتِ الذهابِ بلا عودة ، أحُبك
هُنا لا مكانٌ لما يُسمى حُبٌ ، هنا لطالما تردد صوتُ فيروز "اذا كنا عطول التقينا عطول .. ليش منتلفت خايفين ، ومن مين خايفين"
عند وصولي بلاداً خلفَ الشمسِ ، تفصلني عنكِ
بواخرٌ عليها الكثيرٌ من المسافرينَ اللذين يطلقون الأحاديثَ السخيفة ، ربما الجيدة في بعض الأحيان
تفصلني عنكِ ، قبلات الفتية والفتيات المراهقين في أمكانها المُعتمة ، قد يفصلني عنكِ أيضاً بحرٌ له حضنٌ واسعٌ ضمَ به الكثير من الأسماكِ والحيتانِ ، وبعضُ المنتحرينَ غرقاً
عند وصلولي هذه البلاد الجديدة ، سأفتحُ حقيبتي وأُطلقُ كل ما جمعتهُ ، أطلقهُ للحياةِ التي كنا نبحثَ عنها معاً في كل مآساتنا
حُمولتي الزائدة ، هل رأيتِ بلاداً محشورةً في حقيبة ؟!
ربما تعلمينَ الآن لماذا أضحى المكانُ هنا سيئاً هكذا
لقد طارت البلادْ متشبثةً بظهورٍ المسافرينَ
انظري كم هي كثيرةٌ ، رحلاتِ الذهابِ
بلا
عودة.
#تصويري🎀
بقلم الشاب السوري محمد رواشدة
بقلم : أبوسندس الجزائري

بقلم : أبوسندس الجزائري

مدون عربي ناشئ يهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنلوجيا و التقنية و هدفه الأول التعلم والتعليم في مجال التقني .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

Translate

عن الموقع

عن الموقع
مدونة مقهى الكتب , الثقافية , والترفيهية من إنشاء الشاب السوري محمد رواشدة 19 سنة , هدفنا الأول والأخير هو إرضاء متابعينا لنكون متميزين دائما

زوار الموقع

مرات مشاهدة الصفحة اليوم