بعد أسبوع من موت كاسيني يأسَ لارنزو من خروج الشبح له مرةً أخرى كان أسبوع الانتظار بالنسبه إليه ، لمْ يكنْ يعرف لمَ ينتظره ولا حتى ماذا سيقول له أيضاً .
طرقت كاتي الباب ثم دخلت ، كان لارنزو أمام شبّاكه ينظر الى البيت المهجور قال أثناء توجه كاتي نحوه :
- لا أفهم لمَ لم أعد أسمع تلك الأصوات .
وضعت كاتي يدها على كتفه ثم قالتْ :
- أفهم تماماً ما يعني خسارة الصديق ولا ألومك على انعزالك التام يا عزيزي ، لكن هل تظن أنك تساعد نفسك هكذا ؟!
- قد يظهر ذلك اللعين مرة أخرى وما كان يرمي إليه قد حصل بالفعل ، لا أتحمل خسارة شخص آخر .
- إنَّ ما نفكر فيه سواء كان إيجابياً أو سلبياً سيصبح حتماً ؛ هذا ما قرأناه في كتاب السر الاعظم أتذكر؟
- أعلم ، لكن لا يمكنني التخلص من هذه الأفكار يا كاتي .
- حسناً توقف عن الكلام الآن وغيّر ملابسك لنأكل في الخارج ولا تخفْ انا من سيدفع .
- اوه هذا كرماً منك آنستي
خرجت كاتي مبتسمةً ولكن في داخلها خوف لقد أحست أن هناك شيء غريب في لارنزو خليط من الخير والشر .
بعد دقيقتين من خروج كاتي كان لارنزو خلفها تماماً في الصالة ارتعبت كثيراً لمْ تشعر بخطواته ، قالت باستغراب ...
- كيف ذلك ؟ لم أشعر بكَ وأنت تنزل من الدرج ولم أسمع خطواتك ؟
- أنا متسللٌ بارع .
(قالها أثناء ارتداء نظارته )
كاتي تعلم ان لارنزو متسلل فاشل منذ صغرهِ لكنها بقيت صامتة.
أخذت التغييرات التي تحصل مع لارنزو تقلق كاتي أكثر .
وبعد عدة أيام ، في ليلةٍ ماطرةٍ أُغلق شباك غرفة كاتي بقوة ، بقيت في السرير توقعتْ أنَّ كل صوت في هذه الليلة بسبب المطر والرياح ، فتحت الباب بهدوء صار خفقان قلبها يسرع أكثر فأكثر ، سُحب الغطاء من فوقها صرخت بكل قوتها فوجئت عندما رأت لارنزو لكنه كشيطان مزق ثوبها بوحشية وهي تصرخ وتبكي
- لارنزو أنا كاتي أرجوك كفَّ عن ذلك .
ثم لكمت لارنزو بقوة بشكل لا إرادي وقع أرضاً وعاد إلى طبيعته كأن لارنزو يمتلك شخصين في داخله .
نظر حوله رأى كاتي وهي تلف حولها الغطاء وترتجف في زاوية السرير .
- لمَ أنا في غرفتكِ يا كاتي هل هذه فعلتي ، أجيبيني ؟
قالها بارتعاش ثم سرح لثوانٍ واسترسلْ
- أعلم ما يحصل ، إنه هو نعم ، هو في داخلي.
انهار لارنزو وأخذ يتنفس بسرعة كأن هناك من يشد حبل حول عنقه
نزلت كاتي من سريرها وهي تبكي ضمت لارنزو وهمست بصوت مسموع
- سنجدُ حلاً بكل تأكيد ..
سندتْ لارنزو وأخذته الى غرفته .
بعدها عادت الى غرفتها استجمعت قواها وقامت بتشغيل حاسوبها بحثت في الانترنت حول موضوع لارنزو شحب وجهها بعد قرائتها للحل الوحيد الذي وجدته أغمضت عيناها أخذت نفساً عميقاً بعدها بدقائق .
قالت بصوتٍ مسموعٍ
( خسارة واحدة أفضل من خسارتين في آنٍ واحد )
وفي اليوم التالي
كانت كاتي تقرأ أحد الكتب وشعرت بخوفٍ فجأةً نظرت إلى يمينها لارنزو يجلس بجانبها وعلى وجهه ابتسامة صفراء
- منذ متى وأنت هنا يا لارنزو ؟ قالتها بفزع
- أنا لست أخاك قولي لي هل ترغبين بفعل أشياء يفعلها البشر ؟ تتبعها ضحكه موهولة
هربت كاتي إلى غرفتها بعد إغلاقها الباب كان لارنزو في الغرفه خلفها .
همس بهدوء
- لن تستطيعين الهرب يا عزيزتي
عرفت كاتي أن مقاومتها لن تجدي نفعاً
خطت الى سريرها وجلست ، تقدم نحوها وهو يدن دن ، وضعت كاتي يدها تحت الوسادة ، أغمضت عينيها وهي تذرف الدموع أحست بأنفاسه الكريهه أخرجت يدها من تحت وسادتها ماسكة سكين بشكل خاطف ثم طعنت لارنزو في رقبته وهي تبكي مسكها يدها لخلع السكين لكنها سيطرت عليه نحرت نصف رقبته.
ذكاء هذه الفتاة كان خارقاً جداً كل ما توقعته حدث وهي تعلم أن القانون سيعاقبها على هذه الجريمة لذا قد شغلت مسبقاً كاميرات في البيت لتطلع شرطة التحقيق على ما حدث بشكلٍ مفصل .
بعد شهرٍ من الحادثة باعت كاتي بيتها وسافرت الى فينيسيا سكنت في وسط مدينة البندقية الساحرة .
إرسال تعليق