- أقلعتُ في أول قطارٍ إلى المنفى، وأنا أفكرُ بالعودة. شاخت سكةُ الحديد وتهرأت العجلاتُ وامحت ثيابي من الغسيل! وأنا ما زلتُ مسافراً في الريح، أتطايرُ بحنيني في قارات العالم مثل أوراق الرسائل الممزقة، دموعي مكسرةٌ وأصابعي ضائعةٌ على مناضد المقاهي تكتبُ رسائل الحنين لأصدقائي الذين لا أملكُ عناوينهم.
أنامُ على سطوح الشاحنات، وعيوني المغرورقةُ باتجاه الوطن البعيد، كطائرٍ لا يدري على أي غصن يحط. لكنني دون أن أتطلع من نافذة القطار العابر سهوب وطني، أعرفُ ما يمر بي.. من أنهار وزنازين ونخيل وقرى. أحفظها عن ظهرِ قلب.. سأرتمي في أحضان أول كومة عشب تلوحُ لي من حقول بلادي، وأمرغُ فمي بأوحالها وتوتها وشعاراتها الكاذبة.
لكنني لن اطرق الباب
لكنني لن اطرق الباب
أقلعتُ في أول قطارٍ إلى المنفى ( قصيدة )
شاهد أيضاً
التعليقات
بقلم الشاب السوري محمد رواشدة
إرسال تعليق