مـــــــقـــــهــــى الــــــڪــــــــتـــــــب مـــــــقـــــهــــى الــــــڪــــــــتـــــــب
.

مــــقـــهــى الــڪــــتـــب :أهــلاً وســهــلاً بــكم في مــدونــتــي أتـمـنـى أن تـنال أعـجابـكـم

.
جاري التحميل ...

سردة

رايته يمشي وحيدا في تلك الشوارع العتيقة ، تحت عطر الياسمين وعبق المطر ، يحمل وروداً ، ويدور بها على كل زوجٍ من العاشقين ، ويعطي كل منهما وردة ، ظننته في البداية داقت به احواله ليبيع الورود ، ولكن ادهشني انّه يوزعها مجانا ، قررت مراقبته لاستفسر عن حاله ، رايته كل يوم يعمل بكدّ وعناء في اي امر يستطيع العمل فيه ، ليجمع المال عند هبوط الغسق ، ويشتري بما جمعه قليلا من الطعام الذي يبقيه حيا ، وبما بقي معه من المال ورودا ، ويذهب ليوزعها على العشاق في الطرقات ، لم اتمكن الا اساله عن هذه الحال التي به ، فرحت اليه يوما ، وكان يجلس تحت شجرة نخيل طويلة ، وينظر بالقادمين والذاهبين ، ويبتسم ابتسامة واضحة في عينيه ، كأنه يحسد ماضيه ، وكأنه يسترجع ذكرياته ، ذهبت اليه ، والقيت السلام عليه ، وبادرني بسلام هو ايضا ، استأذنت منه الجلوس فلم يمانع ، اخبرته ماذا يفعل هنا لوحده ، فاخبرني انه يشعر بالملل قليلا واراد ان يروح عن نفسه ، فقلت له أتروّح عن نفسك بجمع المال في النهار وصرفه لتوزيع الورود في الليل؟؟ ، فلاحظت عليه الحيرة من سوالي ، وقال لم اكن اعلم انك تراقبني ، وبما انك تفعل ، اليك قصتي اذاً
انا شخص طبيعي كاي انسان من بني ادم ، اعاني الكثير من الوساوس ، رهاب المرتفعات ، رهاب الابواب المغلقة ، رهاب النظافة والجراثيم ، وفي مرحلة ما كنت احبّ فتاة ، ليست كأي فتاة ، فتاة اجتمعت فيها كل مكونات الجمال ، واعطوا سويةً صورة من بديع الخالق لا تستبدل ولا تحتاج الى ما يضاف اليها ، كانت.. كانت جميلة وحسب ، احببتها ، واصبحت احلم بها ، ووصلت لدرجة الجنون بعشقها ، وفي يوم ما رايتها تمشي فتبعتها باللاشعور ، اسقطت شيئا منها فحملته وناديت اليها ، اقبلت بوجها الصبوح والمشرق الي ، شردت في عينيها لبضع الوقت الى استجمعت قواي وقلت لها ، تفضلي لقد اسقطتي هذا المفتاح ، فشكرتني وكانت بيدها وردة اشترتها من طفل فقير المال ، اشترتها لمساعدة ذاك الطفل فقط ، فاعطتني تلك الوردة تعبيرا عن شكرها لي ، تلك الوردة اصبحت في مرحلة من حياتي قدسية صغيرة بالنسبة لي ، وتابعت  في الحديث معها ، لانني قد لا احصل على فرصة افضل من هذه لمحادثتها ، باشرت بافتتاح الاحاديث معها ، احاديث لم اعرف بصراحة من اين خاطرتني ، ولكني احمد الله انها خاطرتني ، كلمات تعبر فمي دون ان اعرف كيف يخرج اي منها من فاهي ، تكلمنا لحوالي النصف ساعة ، حتى طلبت منها رقم هاتفها ، فاعطتني اياه ، وبعدها نظرت الى الساعة واخبرتني انها تاخرت كثيرا على اختها ويجب ان تذهب ، واخبرتني اننا سنتكلم لاحقا ، وذهبت ، لم يبت النوم في عيني ذاك اليوم ، فنشوة المضي في طريق من نهوى كبيرة جدا ، قلبت الساعات واحدة تلو الاخرى حتى جاء اليوم التالي ، فكلمتها ، واصبحت الايام تمضي يوما بعد يوم ، حتى اعترفت لها بحبي ، وقالت انها تبادلني الحب ، وجمعتنا علاقة دامت عشرون شهرا ، عشرون شهرا بدات اتخلص فيها من وسواسي وامراضي ، ذهبت معها الى كل الاماكن المرتفعة التي كنت اخشاها ، وقعدنا تحت الكثير من الاشجار التي خفت من الامراض التي قد تصيبني جراء ذلك ، لقد كانت دوائي باختصار ، كانت هوائي العليل ، وفي يوم من الايام كنا عائدين من احد الحفلات ، اختلفنا على شيء بسيط ، كبر الخلاف بيننا بينما كنا واقفين على الرصيف ، وفي لحظة قدر لئيمة ، قررت هي ان تعبر الطريق الى الممشى الاخر وتسير وحدها ، وبينما تعبر الشارع ، صدمتها سيارة و.. و.. وفارقت الحياة ، لم اعلم كيف اجمع حياتي المبعثرة بعد رحيلها ،، كنت اعلم انني غير قادر على استعادتها ، فقررت ان اخلق بدايات جديدة ، اجمع الورود ، واقدمها للعشاق ، عسى ان توجد نهاية افضل من نهاية بدايتي.. فهذا هو سري يا صاحبي
بقلم : أبوسندس الجزائري

بقلم : أبوسندس الجزائري

مدون عربي ناشئ يهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنلوجيا و التقنية و هدفه الأول التعلم والتعليم في مجال التقني .

التعليقات

بقلم الشاب السوري محمد رواشدة


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

Translate

عن الموقع

عن الموقع
مدونة مقهى الكتب , الثقافية , والترفيهية من إنشاء الشاب السوري محمد رواشدة 19 سنة , هدفنا الأول والأخير هو إرضاء متابعينا لنكون متميزين دائما

زوار الموقع

مرات مشاهدة الصفحة اليوم