- أخبروني أنكَ مريضٌ نفسي ، لا بل وحشٌ
مختبئ بجسدِ رجلٍ كان قد سرقهُ من مقبرة ما
- حسنٌ ، وما الخطب؟!
- لماذا كل هذا؟! أيمكنكَ أخباري
- لا شيء يستحق الذكر ، كنتُ قد أحببتُ فتاةً في أيامِ الشباب ، كانت كالعنقاء مستحيلة ، كالجبال عظيمة ، كانت يا صديقي حكاية لا يستطيع اي راوٍ تلوها ، كان جمالها من النوع الذي يستحق الكتمان والأنانية ، لا يمكنك البوح بما تحمل من ملامح لأحد على سبيل المثال
- إذاً ! وماذا حدث؟
- قمت بخطفها ..
- خطفتها !!
- أجل بكل غرورٍ ونشوة
- ماذا فعلت ؟ أخبرني
- لاشيء قمت بذلك في ظهيرة شهر آب المنصرم وقمت بسياقها إلى غرفةٍ فارغةٍ
وضعتها على كرسي ووضعت قطعة على رأسها كانت قد غطت عيونها ثم قمت بربط يديها وقدميها بالكرسي الخشبي ، آه كم كان جميلٌ ذلك يا صاح
- جميلٌ !!
- أجل ثم أقتربتُ منها رويداً رويداً ، لقد كانت تشعر بإنفاسي بجانب اذنها اليمنى ، كنت مضطرباً لم تكن دقات قلبي منتظمة وكنت أرجف جمالاً ، كانت فتيةً ، كتحفة
بت أهمس لها بصوتي وهو يكاد يُسمع
آنني أحبكِ ايتها الحمقاء أتدرين ذلك؟!
أنني الأن سأمارس حبي عليكِ بجموحٍ كبيرٍ
- عليك اللعنة وماذا فعلت ؟!
- لا شيء يا صاح لا ترتعب ، لا شيء سوى أني وضعتها في تلك الغرفة المغلقة ولم هناك شيء اخر سوى صنبور ماء يقطر الماء قطرةً .. قطرة ، وبشكلٍ منتظم لطالما كنت أحب الأشياء المنتظمة ثم تركتها وحيدة على ذلك الصوت قرابة الثلاثة أيام
بعد ذلك قمت بإحضار حشراتٍ ذات صوتٍ مزعج كالذباب في فترة الظهيرة ، واضفته إلى لوحتي هذه ، ثم تركتها ثلاثاً آخرى ، كنت حين أعود استمع لصراخها الجميل ، للعنتها علي ، آه كم جميل هذا الحب المليء بالشتائم ، بالخطيئة ، أنك لا تعي كم كانت تترجاني ، تدعوني كي أحل وثقاها ونتزوج
- أيها الوغد ، أي وحشٍ أنت؟!
- أنني وحش الحب الجميل ياصديقي ، ليتك تعلم أنها ماتت وهي غارقة بمدموع ألماسية الصنع قابعة الصرخة على رأسها
كان الخوف يتدلى من طرف لسانها يتشبث في مقاومة كبيرة
لازلت أذكر حين قمت بتسيير عقربٍ على فخذها لازلت اذكر جيدا كيف شعرت بإوردتها ، بكل ما يضخ الدم داخلها شعرت به كيف يريد الخروج من هذا الجسد ، يريد الهروب بعيداً ، إنني حزين يا صاح
لقد ماتت فتاتي ، لقد جعلت قلبها يخرج من مكانه خوفاً ، لقد جعلت رئتها تثقب ارتجافٍ ، اصابع يدها لم تقدر على البقاء ضمن راحة كفها باتت تتساقط واحدة تلوى الأخرى
كل هؤلاء الناس ينعتوني بالقاتل
حتى أنت
تنزل علي كل هذه اللعنات ، أنا لم اقتلها
أصدقني القول ، أنا لا علاقة لي بذلك
هذا كان حبي لها ، حبي المرفوض
يريد الأنتقام .
إرسال تعليق